أسئلة محرجة..
" من أين نأتي يا بابا؟ " سؤال كيف تجيب عليه ؟
تحدث مع ابنك عن الجنس والإنجاب بعبارات بسيطة تتناسب مع سنه
أجاب عليها : الدكتور محمد مأمون مبيض
اختصاصي الطب النفسي / بلفاست
أب يسأل : ابنتي عمرها 9 سنوات وهي تسألني كيف يحدث الحمل عند الإنسان وكيف حملت ( أمها ) بها وهذا الأمر محرج لي جداً فماذا تنصحني أن أجيبها ؟ وهل من الأفضل أن تجيبها أمها بدلاً عني ؟
حب الاستطلاع
أرجو أن يكون سؤال الأخ الكريم مشجعاً للآباء على طرح أسئلتهم فلا حرج أن يسأل الرجال كما تسأل النساء . أنصح عادة أن تتولى الأم الحديث مع ابنتها والأب مع ولده في أمور الطهارة ونظافة الأعضاء التناسلية وطبيعة التبدلات الجنسية من عادة شهرية أو احتلام ليلي وما يجب أن يرافق هذا من اغتسال وطهارة فهذا أسهل على الوالدين وعلى الأولاد كذلك .
ومن الطبيعي جداً أن يبدأ الأطفال بطرح مثل هذا السؤال عن الإنجاب وكيفية الولادة من خلال حبهم للاستطلاع والمعرفة ، ومن البداية الحسنة أن يجيب الأهل على تساؤلات أولادهم منذ المرحلة التي يبدؤون فيها بطرح مثل هذه الأسئلة ، ويعين هذا البدء المبكر الولد كما يعين الأهل الذين قد يشعرون بحرج شديد عندما يؤخرون الإجابة " حتى يكبر الولد " فإجابة ولد في الثالثة من عمره بأسلوب بسيط يفهمه أسهل من الحديث معه وهو في الثالثة عشرة من عمره .
ويمكن طبعاً الحديث عن الجنس والإنجاب بعبارات بسيطة تتناسب مع سن الطفل أو الطفلة ويفيد عادة الحديث عن الإنجاب من المخلوقات الأخرى كالحيوانات الأليفة وغيرها وأنه لابد من وجود الذكر والأنثى ، وفي الماضي كان الأولاد يتعلمون كل هذا مما يرونه أمامهم في عالم الحيوان ( وما من دابة في الأرض ولا طائر بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) ( الأنعام : 38)
حدود الشرح
وتفضل الإجابات البسيطة الواضحة عن تساؤلات الطفل فقد يسأل مثلاً " من أين يأتي الأولاد ؟ " فنقول له من مكان خاص في بطن الأم فيسأل عندها " وكيف يدخل الولد في بطن أمه " ولا شك أن من حق الولد أن يسأل هذا السؤال الطبيعي.
يخلق الله الولد في بطن الأم ( أو رحمها ) لأن الأب يضع هناك نطفة أو بذرة تندمج وتنمو مع بويضة من الأم فبذرة من الأب وواحدة من الأم في ذلك المكان المستقر ويصبحا بعد ذلك بذرة واحدة لتنمو وتكبر وتصبح ولداً صغيراً .
وقد يقتنع الولد بهذه الإجابات ويقف عند ذلك فيمكنك عندها أن تقف أنت أيضاً عند ذلك الحد من الشرح .. وإذا عاد وسأل من جديد متتبعاً حبه للاستطلاع فيمكنك عندها أن تجيبه بما يناسبه في ذلك الحين . وحاول دوما أن تكون إجابتك بسيطة ومباشرة وصحيحة من غير تعقيد بتفصيلات علمية فوق فهمه وطاقته وحاول أن لا تعطيه انطباعاً أن " الأمور الجنسية " أمر معيب أو قذر أو سيئ ، أو تعطيه الانطباع أنك لا تسمح له بالحديث في " مثل هذه المواضيع " وحاول أيضاً أن يكون حديثك طبيعياً كأي حديث في قضايا أخرى في الحياة ، كما لو كنت تشرح له مثلاً ماذا يحصل لطعام عندما نبتلعه داخل جسدنا .
وقد يسأل الولد إن كان وضع الأب للبذرة في بطن الأم أمراً مؤلماً فيجاب بأن هذا ليس مؤلماً بل على العكس فهو ممتع للوالدين .. وإذا سأل السؤال المعهود " كيف يخرج الطفل من بطن أمه ؟ فيمكن أن تشرح له ببساطة أن للأم .. ككل النساء فتحة طبيعية قريبة من فتحة البول . وكما أن للأب فتحة صغيرة حيث تخرج البذرة منها وبذلك يخرج الطفل من فتحة الأم هذه في أسقل بطنها عندما يكبر ويصبح طفلاً كاملاً .
والمهم في الأمر هو طبيعة الجو الذي تقوم فيه بهذه التوعية الجنسية فحاول أن تناقش مع ابنك ( والأم مع ابنتها ) كل هذه الأمور في جو يسوده الهدوء والرعاية . وساعده على الفهم الصحيح وعلى رؤية أن الجنس امتداد طبيعي للعلاقة بين الرجل والمرأة وما فيها من المشاعر والرعاية والحنان ، ولا بأس هنا من شرح قول الله تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " ( الروم :21)
وقوله " والذين هم لفروجهم حافظون " ( المؤمنون :5 ) وكذلك الحديث النبوي : " وفي بضع أحدكم صدقة "