عبد الرحمن الغافقي
رحلة إلى أوربة كانت جائزة أحمد الذي وعده بها عمه إذا نال الدرجة الأولى في صفه وقد حان الآن وقت الوفاء بالوعد. هيأ أحمد حقائبه وبدأت الرحلة في قطار سريع أخذ يجوب الأرض مخترقاً
الجبال الشاهقة والوديان الخضراء الساحرة صعوداً ونزولاً، مر القطار بمدن كثيرة رائعة كان أحمد يقرأ أسماءها ويحفظها حتى لا يفوته شيء من رحلته.
رحلة إلى أوربة كانت جائزة أحمد الذي وعده بها عمه إذا نال الدرجة الأولى في صفه وقد حان الآن وقت الوفاء بالوعد. هيأ أحمد حقائبه وبدأت الرحلة في قطار سريع أخذ يجوب الأرض مخترقاً الجبال الشاهقة والوديان الخضراء الساحرة صعوداً ونزولاً، مر القطار بمدن كثيرة رائعة كان أحمد يقرأ أسماءها ويحفظها حتى لا يفوته شيء من رحلته.
وققع نظر أحمد على لافتة قرأ عليها اسم (بواتييه)أخذ يتذكر..إنه يعرف هذه الاسم جيداً.. نعم درس التاريخ وحديث الأستاذ عن (بلاط الشهداء) تنفس أحمد بعمق وبدأت ذاكرته تعرض تلك الصور التي رسمها أستاذه في مخيلته عن البطل (عبد الرحمن الغافقي).
تولى الغافقي الإمارة عام112م فرحبت الأندلس به لأنهم يجدون فيه الأمير العادل والقائد الظافر.
كان عبد الرحمن يتجول في البلدان لينظر في شؤون الناس ويقتص من القوي للضعيف ويعاقب المسيء ويعزل الولاة المقصرين في أداء واجباتهم ويستبدل بهم ولاة عرفوا
بالعدل والنزاهة.
جمع الغافقي قلوب الناس حوله في الأندلس فعاش المسلمون والمسيحيون عهداً من المحبة والتسامح الأمان.
أحبه جنده لعدله و لينه و شجاعته النادرة و مقدرته الحربية، فقد كان قائداً متميزاً، درب جنوده على استعمال السلاح وخوض المعارك، وقام بإنشاء فرق عسكرية مختارة من نخب الفرسان يشرف عليهم خيرة القواد والعسكريين.استعدادا لأهم حدث في حياته وهو فتح فرنسة التي راود فتحها عقول كثير
من القادة والأمراء. حشد الغافقي جيوشه وفرقه في صيف 114هـ/732م واخترق بقواته سلسلة(جبال البيرينيه) ثم توجه إلى(بوردو) على(نهر الغارون) وهناك التقى بدوق اكيتانيا (أودو) ودارت معركة قصيرة حاسمة انتصر فيها عبد الرحمن على خصمه ، و دخل مدينة(بوردو) بعد ذلك ليستولي جنده على الغنائم الكثيرة التي أثقلت الجيش وأعاقت حركته و أفقدته مرونته.
أثناء ذلك لجأ الدوق إلى شارل مارتل الآمر الناهي في دولة الفرنجة طالباً دعمه فأسرع الأخير إلى حشد قواته و توجه بها إلى(تور) فوصلها قبل وصول عبد الرحمن إليها ثم تابع زحفه جنوباً حيث التقى بطلائع المسلمين و قواتهم المتقدمة باتجاه (( بواتييه )) .
واصطدمت قوات المسلمين بقوات الفرنجة التي كان قد نظمها شارل مارتل بطريقة عسكرية مدروسة جعلت الجيش يبدو كجدار صلب لم تؤثر فيه سهام المسلمين.
واستمرت أعمال القتال ستة أيام دون تحقيق نصر لصالح طرف من الطرفين المتحاربين ، و في اليوم السابع أعاد عبد الرحمن تنظيم قواته وثارت جموع المسلمين بقيادته على خيولهم لاختراق صفوف الفرنجة يدفعهم حماسهم و أرواحهم التي رخصت في سبيل إعلاء كلمة الحق، و اشتبك الفريقان في معركة حاسمة و قتال عنيف أبرز ثبات و منعة جيش المسلمين الذين ظهرت منهم مظاهر التفوق على أعدائهم من الفرنجة.
واستمرت أعمال القتال ستة أيام دون تحقيق نصر لصالح طرف من الطرفين المتحاربين ، و في اليوم السابع أعاد عبد الرحمن تنظيم قواته وثارت جموع المسلمين بقيادته على خيولهم لاختراق صفوف الفرنجة يدفعهم حماسهم و أرواحهم التي رخصت في سبيل إعلاء كلمة الحق، و اشتبك الفريقان في معركة حاسمة و قتال عنيف أبرز ثبات و منعة جيش المسلمين الذين ظهرت منهم مظاهر التفوق على أعدائهم من الفرنجة.
فلم يكن أمام شارل مارتل إلا أن يرسل قوة من فرسانه الأكفاء للقيام بحركة التفاف عميقة مكنتهم من الوصول إلى مؤخرة جيش المسلمين ، فكان ظهورهم مباغتاً مما أوقع الرعب و الفزع في قلوب المقاتلين الذين خاف بعضهم على غنائمهم من الضياع فتركوا مواقعهم و أسرعوا إلى غنائمهم، فاستفاد الفرنج من ذلك الخلل واستطاعوا أن ينفذوا من ثغرة اضطراب صفوف المسلمين ، وتصدى عبد الرحمن الغافقي للهجوم و حاول إيقاف زحف الفرنج و أعاد تنظيم قواته إلا أن جميع محاولاته لم تفلح في جمع صفوف المسلمين ، وكذلك لم تمهله سهام العدو أكثر فباغتته ليقع شهيدا على الأرض التي طالما حلم بفتحها.بعد ذلك و عند حلول الظلام تسلل المسلمون متراجعين إلى الجنوب .. وتريث الفرنج في الاستيلاء على الغنائم خوفاً أن تكون خديعة من المسلمين.ختمت معركة بلاط الشهداء حياة قائد مؤمن تمتع بعبقرية حربية نادرة، ظهرت براعته في أكثر من موقف في حياته ، وكان حلمه الكبير فتح بلاد الغال أو (( فرنسا )) حالياً .. بواتييه.