كيف نشرح لطفلنا أنَّ اسمه ليس مجرد حروف؟

:البسملة:


ماذا يمكن أن تجيب طفلك في حال أتى إليك سائلاً: «لماذا أسميتني بهذا الاسم القبيح؟» أو أن يسأل: «ما الذي خطر في بالك لكي تسميني بهذا الاسم؟».


من المؤكد أنك تريد أن تقنعه بكل الوسائل أن اسمه جميل وأن الإنسان هو الذي «يصنع» اسمه و «يجمّله».
ولكن، ما الذي يمكن أن تقوله لطفلك لكي تقنعه أولاً باسمه؛ وثانياً بأن الأسماء هي في الواقع ليست مجرد مجموعة من الأحرف التي اجتمعت لتشكل كلمة، بل هي صورة نرسمها نحن لكي تعبر عنا وعن نفسيتنا وكياننا وشخصيتنا؟.

عندما يسألك طفلك عن اسمه، وعن الأسباب التي جعلتك تسميه بهذا الاسم، فإنك ومن خلال نبرة صوته تكون قادراً على معرفة ما إذا كان سؤاله نابعاً عن تساؤل بريء يرغب فقط في معرفة ما الذي جعل أهله يختارون له هذا الاسم أم أنه يخفي وراء السؤال شعوراً بالانزعاج والكره أحياناً للاسم الذي يحمل.
ويقول الدكتور غاينور سبوتوني الاختصاصي في مجال علم النفس التربوي، إن أغلب الأطفال قد لا يعجبهم اسمهم.
ويمكن أن يشعر الطفل بالأسى لأنه لم يكن قادراً على اختيار اسمه.
ولكن من الخطأ أن ينظر الأهل إلى الأمر بتوتر، حيث إن مسألة إقناع الطفل باسمه والتحدث بفكرة الأسماء بشكل عام لا تتطلب التشنج من جانب الأهل.

كيف يمكن أن يتصرف الأهل؟
يمكن أن يميل بعض الأهالي إلى الشعور بالغيظ والانزعاج لعدم استحسان أبنائهم للأسماء التي اختاروها لهم.
ويشير الدكتور سبوتوني إلى أن الطفل قد يوجه لأبيه أو أمه الملامة على اختيار اسم يراه «قبيحاً» من وجهة نظره، وهنا عليهم أن يتقبلوا الفكرة بشكل طبيعي، من دون أن يوبخوا الطفل ويمكن أن يقولوا له «حسناً إن هذا هو ذوقك في النهاية».
وعلى الأهل أن يؤكدوا لطفلهم أنهم يحبون اسمه، وإلا لم يكونوا ليختاروه؛ ولأنهم أحبوا المولود الجديد وأرادوا أن يسموه بالاسم الذي أحبوه.
كما أنه من الضروري أن يقول الأهل للطفل، إن الشخص هو الذي يجمّل اسمه أو العكس. فكم من شخص نحبه فعلاً رغم أن اسمه لايعجبنا؟.
إلى جانب أن هناك العديد من الأشخاص الذين قد يجعلوننا نكره أسماءهم فعلاً، على الرغم من أنها وفي معزل عن أصحابها تكون مقبولة بل وجميلة أحياناً.
وعلى الأهل أن يساعدوا الطفل قدر الإمكان على الاقتناع بأننا نحن من «نرسم» أسماءنا، فإما أن نختار ألواناً جميلة ومرتبة وإما أن «نخربش» ونجعلها تبدو أقبح من واقعها.
وترمز فكرة اختيار الألوان وطريقة «رسم» الاسم إلى تصرفاتنا مع الآخرين وشخصيتنا بشكل عام؛ ففي حال كانت تصرفاتنا حسنة ونتمتع بسمات شخصية مهذبة، فإن «لوحتنا» أو اسمنا يكون جميلاً جداً والعكس صحيح؛ أي أنه عندما تكون شخصيتنا متوحشة وتعاملنا مع الآخرين وقحاً وغير مهذب، فإن «اسمنا» لن يكون جميلاً أبداً بالنسبة إلى جميع من حولنا.

لكل اسم.. سبب
تقول الدكتورة ناديا ريسيلاند المحاضرة في علم النفس التربوي في جامعة دورهام في المملكة المتحدة، إنه من الضروري أن يشرح الأهل للطفل السبب الذي اختاروا لأجله الاسم للطفل.
وأضافت، يمكن أن تقول للطفل إن اسمه كان في كتاب قرأته أو فيلم مشوق شاهدته أو أنه على اسم أحد الأشخاص الذين تحبهم في العائلة كالجد أو العم أو الخال على سبيل المثال.
وبهذه الطريقة، فإن الطفل يشعر بأن تسميته تمت لسبب معين وليس بشكل عشوائي، وبذلك يشعر بأهمية الاسم الذي يملك.

مشاكلات في المدرسة
أما في حال تعرض الطفل للمضايقة بسبب اسمه في المدرسة، فإنه يجب أن يتعلم كيف يواجه كلام الأطفال.
وعلى الأهل أن يعلموا طفلهم كيف يدافع عن اسمه، بغض النظرعما إذا كان يحبه أم لا.
ويمكن للطفل أن يقول لمن يضايقونه «إني أحب اسمي. أما في حال لم يعجبكم فالمشكلة مشكلتكم أنتم».
إلى ذلك، فإن الأهل يجب أن يشجعوا أطفالهم على الوثوق بأنفسهم وبأسمائهم وأن يكون لديهم روح الدعابة.
ومن الخطأ أن يلوم الأهل أنفسهم على الأسماء التي يسمون بها أطفالهم؛ بل يجب أن تلوم نفسك في حال لم تكن قادراً على تلقين طفلك السلوك الحسن والقدرة على مواجهة الحياة.